أبانت دراسة للمركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أن معدل الوعي بالصحة النفسية، بلغ متوسط الدرجات في السعودية 93.02، وهو أقل مقارنة بدول مثل أستراليا (127.38) وسلوفينيا (114.09)، ولكنه يتجاوز فرنسا (90.52)، وعند تحليل المحاور الأربعة للمقياس، سجل السعوديون نسبًا متوسطة مثل 55.3% للاعتراف بالصحة النفسية، و77.4% للموقف تجاه الأشخاص ذوي المشكلات النفسية، و71.8% للموقف العام تجاه الصحة النفسية، و72.5% للقدرة على البحث والوصول للمعلومات.
أما عن معدل الوصمة النفسية، فقد دونت السعودية نسبة أعلى نسبيًا في العوامل الثلاثة للمقياس، حيث كانت الصورة النمطية السلبية 43.2%، ومخرجات العلاج النفسي 54.4%، والتعافي من الاضطرابات النفسية 53.33%، مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا التي سجلت نسبًا أقل في الوصمة.
اضطراب في الصحة النفسية
ووفقا للمسح الوطني السعودي والذي تزامن مع المسح العالمي للصحة النفسية المنظم من قبل الأمم المتحدة والذي أظهر أن 34% من السعوديين تم تشخيصهم باضطرابات الصحة النفسية خلال فترة من فترات حياتهم ، وهناك اثنين من كل خمسة من الشباب السعودي تم تشخيصهم باضطراب الصحة النفسية خلال فترة من فترات حياتهم، بينما هناك 8,9% ممن أصيبوا باضطرابات حادة في الصحة النفسية يلتمسون العلاج من رجال الدين والمعالجين غير الطبيين.
العلاج النفسي في السعودية
وخلال نفس المسح الوطني تظهر النتائج أن 13,6 فقط من السعوديين يسعون لتلقي العلاج لاضطراباتهم الصحية النفسية في فترة من فترات حياتهم، وتعتبر اضطرابات الوسواس القهري واضطراب قلق الانفصال واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه واضطراب الاكتئاب الرئيسي والرهاب الاجتماعي هي الأكثر شيوعاً في السعودية.
وأبان المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية لـ”العربية.نت” عن دوره في رفع مستوى الوعي حول هذه الأمراض، حيث تبنى المركز الوطني في استراتيجيته الماضية وفي الاستراتيجية الجديدة 2025-2030م العديد من المبادرات والمشاريع التي تحقق اختصاصاته المناطة بقرار تأسيسه ومنها التوعية والتثقيف حول الصحة النفسية ومفاهيمها، من خلال العديد من المناشط والفعاليات والمشاركات والاتفاقيات مع الجهات ذات العلاقة، لإيصال أهمية الصحة النفسية للمجتمع السعودي وعلى ذات الطريق ويوازيه أيضا قدم المحاضرات والدورات التدريبية والبرامج العلمية النوعية والملتقيات التي تدعم رفع مستوى الوعي والمهنية لدى العاملين في الصحة النفسية والممارسين الصحيين.
برامجُا كثيرة ومبادرة متناغمة للصحة النفسية
وقد أظهر تقرير المركز الوطني للصحة النفسية 2023م إقامة 18 برنامج ومبادرة متناغمة مع الخطط والبرامج الوطنية لتحقق أعلى درجات الكفاءة والقدرة، حيث قدم المركز 218 ألف استشارة و62 محتوى نفسيا مميزا باللغة العربية بمختلف الأشكال وعلى عدة منصات، ليصل إجمالي المحتوى النفسي حتى نهاية 2023م المقدم من المركز 4042 مادة.
المؤتمرات الخاصة بالتوعية النفسية
ايضا تواجد المركز في 23 فعالية من خلال المعارض التوعوية والتثقيفية بالتعاون مع مختلف الشركاء واستطاع توفير أكثر من 28 ألف ساعة تطوعية لمساندة أعمال ومهام المركز، بالإضافة إلى أنه تم تنفيذ أكثر من (1190) نشاط وفعالية من خلال مجموعات تعزيز الصحة النفسية بالجامعات والبالغ عددها 30 مجموعة ، والاستفادة من (159) سفيرا في تقديم مختلف الأنشطة المتعلقة بمبادرة تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل.
ويبين المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية أنه تم التركيز على المهام الرئيسة للاستراتيجية والتي تعُنى بتوحيد المجتمع لدعم قضايا الصحة النفسية وتمكين الفئات المستهدفة وتطوير مهاراتها بما يحقق المفهوم الشامل للصحة النفسية، وتقديم برامج التوعية والتثقيف الصحي في مجال الصحة النفسية وكذلك الإسهام في تحسين جودة الخدمات النفسية المقدمة وتطوير برامج وقائية في مجال الصحة النفسية.
مهام استراتيجية
ومنذ استهلال عام 2024م وحتى نهاية شهر نوفمبر الماضي بلغ إجمالي الاستشارات المقدمة افتراضيا من المركز (22876) في حين قدّم تطبيق قريبون (27295) استشارة نصية ليبلغ إجمالي تحميل التطبيق على الهواتف الذكية (436137)، وقد استهدفت مناشط وأعمال المركز جميع مناطق المملكة حيث قدمت مبادراتها ودوراتها التدريبية في 37 مدينة ومحافظة، استهدف المركز منها الفئات الأكثر عرضة ب55 نشاطا، وواكب التغير العملي والتنمية المتسارعة للملكة بـ 26 دورة في إدارة الضغوط بإجمالي مستفيدين وصل إلى 1229 مستفيدا. وعلى مستوى وسائل التواصل الاجتماعي (إكس، وواتساب، ويوتيوب، وإنستغرام) حقق المركز إجمالي (98883) متابعا لكل الحسابات وإجمالي مشاهدات (891787) حيث انها نسبة فوق المتوقع.
التعليقات